من هو جيفار ؟
كيف كانت شخصيته ؟
و ماذا فعل ليكون تلك الاسطورة او الكاريزما التي تدور حولها الاذهان في العالم ؟
كيف عاش و لماذا قتله الامريكان ؟
و لماذا اصبح رمزا للعدل و الحرية ؟
و لد ارنستو جيفارا عام 1930وكان نحيلا من لحظات ولادته و حكم عليه بان
يصاب بمرض الربو الصدري و كانت والدته شديدة الحرص عليه و شعر الطفل جيفارا
بالاختناق من هذه المعاملة الحريصة المدللة فثار و قرر ان يمارس جميع
انواع الرياضة فعشق ركوب الدراجات و الخيل لكي يثبت لنفسه انه لا يمكن لاحد
ان يفرض عليه ايه قيود ولطالما وصفه والده بانه متمرد لحد الجنون و ان
عينيه المضيئتين تخفيان وراءهما الكثير من الهدوء و لكنه يسبق عاصفة
مجهولة.
كبر الطفل ورغم انه لم يتجاوز ال15عاما الا انه اصبح
دنجوان عصره لم ترحمه اعين الفتيات المراهقات ولم ترحمه معاكستهن الي ان
سجنت والدته فجاة و دون اي مقدمات و تعرضت للتعذيب و لم ينقذها سوي نفوذ
عائلته و غني والده و من هنا بدا يشعر بالظلم و يكرهه.
انهي
جيفارا دراسته الثانوية و خياره والده بين دراسه الطب او المحاماه فاختار
جيفارا ان يكون طبيبا و عندما ساله والده عن السبب اجاب قائلا سوف اساعد كل
مريض علي التحرر من مرضه.
بهذا المنطق جلس علي مقاعد الدراسة
الجامعية و عرف اسرار الجسد البشري و بدا في قراءة الافكار الثورية و خاصة
مباديء الثورة الفرنسية و الروسية و من هنا ادرك جيفارا ان الثورة الحقيقية
التي ينشدها لا تقتصر علي التحرر من امراض الجسد بل الثورة الحقيقية هي
التي تقلب تربة الارض راسا علي عقب و من هنا بدا المتمرد الكامن بداخله في
التحرك ذلك المتمرد الذي دفعة دفعا الي ان يقول ان مهنة الطب ليست شيئا و
ان ما ينقصة شيء مافي داخله ينادية لان يخرج من بيئته الضيقة فينطلق و
يشاهد مئات العيون الجائعة المظلومة.
قرر جيفارا ان يرحل تاركا اسرته و مهنة الطب و اصبح الجميع يرونه في كل مظاهرة او اضراب او معركة او ثورة من اجل الحرية .
اشتد عليه المرض و دخل المستشفي و تزوج من ممرضته التي تكبره بعشر سنوات و
بعد خروجة من المستشفي انتقل الي الادغال ليلتقي بصديق عمره فيديل كاسترو
ليبدا معا رحلة كفاح شهيرة ضد الامريكان .
بدا معا مشوار طويل و
تعرضا للخيانة و الانتصار و الانكسار التقت اراؤهما و اوجاعهما و كان
هدفهما الاوحد هو اسقاط باتيستا حاكم كوبا الصغيرة و في عام 1959 دخل
الاثنان بقواتهما منتصرين الي كوبا و تسلم كاسترو الحكم و السلطة .
كوبا تنجح تقف علي قدميها تتحرر و تصبح نموذجا اشتراكيا طالما حلم به و
حققه جيفارا و قرر المتمرد الثائر ان يرحل من كوبا الي دول اخري محاولا
تطبيق النموذج الكوبي فيها محاربا الظلم و القهر الذي تتعرض له دول امريكا
اللاتينية الاخري.
و بافكاره الثورية وقف ضد سياسات المحتلين في
امريكا اللاتينية في بيرو فيتنام الدومنيكان الكونغو و غيرها و استطاع ان
يجعل المخابرات الامريكية تصاب في حيرة منه و تريد النيل منه و لكن لا جدوي
.
و في يوم مؤلم واسطوري من عام 1967 تصدر مانشيتات المجلات و
الجرائد الامريكية عنوان حزين يقول (هذا هو تشي جيفارا لقد انتصرنا عليه
)نعم وقع جيفارا جريحا في قبضتهم و كانت الاوامر تقضي بان يتم الحفاظ عليه
جريحا و بعد ضربة ضربا مبرحا و هو ملقي في زنزانته مصابا بطلقات نارية
متعدده في مختلف انحاء جسده و اطلق عليه الضابط (ماريو)النار من اعلي الي
اسفل حتي تطول فتره احتضاره و قاموا بتمثيل جثته و دفنه في مكان غير معلوم و
قطعوا يد جيفارا و ارسلوها الي صديقة فيديل كاسترو الذي مازال يحتفظ بها
حتي الان.
هذه كانت مجرد لحظات و مواقف من حياة الثائر ارنستو جيفارا
منقولـوبعض الصور لجيفارا