مقال للرائعة / نوارة نجم
بعنوان :
الشك هيقتلنيبتاريخ : 8/11/2011
اللهم اخزيك يا شيطان. إنى والعياذ بالله، أعانى هذه الأيام من بعض
الوساوس التى تسرِّب الشك إلى نفسى، وقد تقودنى، لا سمح الله، إلى
استنتاجات شيطانية، من الواضح، بل من المؤكد، أن جميعها غير صحيح.
قال إيه… خير اللهم اجعله خير، يوسوس إلىّ الخناس بأن تلفيق تهمة حيازة
سلاح لعلاء سيف كان مدبرا بليل، بل إن كل أحداث ماسبيرو كانت ضمن استكمال
خطة تفتيت الثورة. اسم الله على مقامكم، أصل أنا محمد على عامل لى عقدة
نفسية. بقى قام الشعب بثورة على خورشيد باشا وسجل التاريخ لأول مرة رضوخ
الباب العالى فى استانبول للإرادة الشعبية المصرية، وكانت ثورة سلمية
رائعة، تماما كثورتنا هذه، ثم حدث فيها ما تعلمون ونعلم ودرسناه فى
المدارس، إلا أن محمد على لجأ إلى خطة تفتيت الثورة التى منها شنق
القيادات الثورية فى الميادين كى يكونوا عبرة وعزل السيد عمر مكرم… أهو
هذا الجزء من تاريخ الثورة المصرية على خورشيد باشا، الذى أدى إلى سنوات
طويلة من القمع واحتكار الأراضى واستذلال أصحاب البلاد واستجلاب الأجانب
ورفعهم فوق رؤوس المصريين حتى انفجرت الثورة العرابية التى لم يقمعها إلا
الاحتلال، هذا الجزء بالتحديد هو اللى عامل لى خرم فى دماغى، تماما كالخرم
الذى تسبب فيه وائل غنيم لأحمد سبايدر فى دماغه، والله أعلم سمعت إن دماغ
سبايدر كلها اخرام.
أهو يا سيدى الوسواس الخناس دائما ما يدخل إلى رأسى من هذا الثقب، حيث
إن الثورات تورث العزة والاعتزاز، وقمعها يستلزم كسر الإرادة والنفس
والإمعان فى الإذلال، هذا ما فعله محمد على بعد الثورة المصرية، وهذا ما
فعله الاحتلال الإنجليزى بعد الثورة العرابية، وهذا ما يفعله المجلس الآن
بعد ثورة 25 يناير: كسر النفس. الإصرار على المحاكمات العسكرية، الإمعان
فى نشر خطاب مضاد للثورة يقوم أساسه على التهديد المبطن بالتجويع وقطع
الأرزاق إن لم يكُفّ الشعب عن المطالبة بحقوقه، الإلحاح فى احتفاظ الشرطة
بالهيكل الذى كانت عليه قبل الثورة، وكأن الرسالة: مش دى اللى عملتو ثورة
عشان تغيروا طريقتها؟ هىّ زى ما هىّ… عُضّوا فى الأرض، إلى جانب احتواء
التيار الإسلامى وتعشيمه بالحلَق حتى خرم له السلمى آذانه، (ويبدو والله
أعلم أنهم مهددون بشىء ما، ربما فضيحة كبيرة تبرز تورطهم وتعاونهم مع
النظام السابق فى أحداث ما فى أثناء الثورة، حد عارف همّ قعدوا مع عمر
سليمان قالوا له إيه؟ ولّا موقعة الجمل اللى كل الناس ضالعة فيها دى.. ما
قلت لك كل دى وسوسة شيطان سيبنى أفضفض)، وأخيرا، ارتُكِبت هذه المقْتَلة
أمام ماسبيرو لذبح القطة للمواطنين المصريين، واختار المجلس ضحيته بعناية،
ضحية يمكنه أن يستحث من خلالها كل المشاعر الطائفية الحقيرة المنحطة التى
تجرد الإنسان من إنسانيته على خلفية دينية، وبذلك، فقد ضرب عصفورين بحجر
واحد، أفزع الناس بمشهد الموت، وأسفر عن وجه جديد للقوات المسلحة، تستخدم
فيه قوة مفرطة، وتقتل 28 مواطنا خلال أقل من نصف ساعة، وفى ذات الوقت
تُحدِث بلبلة وتزويرا فى الشهادات والأحداث لتضمن صمت الجماهير فى البيوت
على هذه المجزرة، ثم… سوف نستخدم هذه المعلومات المغلوطة والبلبلة -التى
أثبت تقرير تقصى الحقائق كذبَها- لإدانة بعض وجوه الثورة المهمة، وكما لا
يمكننا قتل الشعب كله فاخترنا قتل 28 فقط، لا يمكننا أيضا القبض على جميع
النشطاء والتنكيل بهم، لكننا سنبدأ بعلاء سيف، مع تلفيق قضية واضحة
الافتراء، لم تُرتَّب بعناية، ولا باحترام لذكاء المواطنين، أو اعتبار
لهيبة القضاء، وإن كان عسكريا… ما يصحش يتعرض عليه قضية دلائلها مقال
خواسك وبلاغ سبايدر أبو حواجب منتوفة. تجاهل شهادات الشهود، والفيديوهات،
وتقرير لجنة تقصى الحقائق، والالتفات إلى المقال المدفوع، والبلاغ
المدفوع، لتلفيق تهمة التحريض لعلاء سيف، بل ومحاولة تصويره على أنه هو
–علاء يعنى– هو الجهة الثالثة التى كانت تطلق الرصاص على الأقباط، هذا جزء
من خطة تفتيت الثورة، وبعد أن يتم تلفيق تُهم مشابهة لكل الوجوه البارزة
فى الثورة، سيتم احتواء الإخوة اللى عاملين نفسهم ميتين… الإخوان المسلمين
دون ذكر للأسماء.
أحسن… سلمونا تسليم أهالى للعسكر، لا ضير إن شُنقت فى ميدان عام مثل
نقيب الخضرية أو نقيب الحرفيين، إنا إلى ربنا منقلبون، لكن التاريخ
والأجيال القادمة لن تسامح من سلّمنا للطاغية المرة تلو المرة، ووصيتى
للقادمين: إوعوا يصعبوا عليكم تانى زى ما صعبوا علينا وآخرتها سلمونا.
بس يا سيدى… شفت وساوس الشيطان؟