شباب "ميدان التحرير" يرفضون بيان المشير ويطالبون بتسليم السلطة فوراً22/11/2011
رفضت جموع المتظاهرين بميدان التحرير في مليونية "إنقاذ الوطن" بيان
رئيس المجلس العسكري بمصر المشير محمد حسين طنطاوي، خاصة ما يتعلق منه
باستعداده لتسليم السلطة فوراً فيما إذا تم استفتاء شعبي على ذلك.
وهدد المتظاهرون بمحاكمة المشير وأعضاء المجلس العسكري إذا استمر المجلس في
الحكم، وارتفعت هتافات المتظاهرين بهتاف واحد "ارحل .. ارحل"، وطالبوا
بتسليم رئاسة البلاد لرئيس المحكمة الدستورية أو رئيس المجلس الأعلى
للقضاء.
وعلق ضياء رشوان مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية على بيان المشير بأن
المجلس العسكري ألقى بالكرة في وجه أغلبية الشعب المصري، وأكد أن سيناريو
الاحتكام إلى استفتاء الشعب على بقاء المجلس العسكري هو الأقرب الى التحقيق
أمام إصرار متظاهري التحرير على رحيل المجلس فوراً.
وأضاف "أما طرح المشير بشأن تحديد موعد انتخابات الرئاسة في 30 يونيو/ تموز
وتشكيل حكومة إنقاذ وطنية فهو طرح للقوى السياسية التي تريد تحديد خريطة
طريق جديدة لإدارة شؤون البلاد وتحديد جدول زمني لنقل السلطة، ولكن ستبقى
الأزمة معلقة لاحتكام الميدان ".
غياب القوى السياسية وفي مليونية اليوم غابت القوى
السياسية عن الميدان لأن شباب "ميدان التحرير" يرفضون حضورهم، حتى أنهم
عارضوا حضور أكثر المعارضين للمجلس العسكري الذين وصفهم الشباب بأنهم "ثوار
الفضائيات".
وعلل بعض الشباب سبب رفضهم في تصريحات لـ"العربية.نت" بقولهم إن مرد ذلك
يعود لغياب تلك القوى طلية 4 أيام شهد خلالها الميدان أعنف الاشتباكات بين
المتظاهرين والشرطة مما أدى إلى سقوط أكثر من 30 ضحية.
وتابعوا: "نرفض حضورهم الآن، فأين كانوا طوال تلك الأيام العصيبة".
نفي لمهاجة "الداخلية" ونفى شباب الميدان أن يكونوا قد
هاجموا وزارة الداخلية عند شارع محمد محمود، مؤكدين لـ"العربية.نت" "أن
الشرطة هي التي تبدأ بالهجوم علينا، لأنها تحاول أن تنقض على الميدان وتفرق
المظاهرة، ولكن الإعلام الرسمي هو الذي يصور الأمر على أننا نهاجم وزارة
الداخلية".
من خلال ما رصدته العربية.نت خلال مشاركتها في المليونية لوحظ أن شباب
الميدان قد أعلن كفره بكافة أطياف القوى السياسية و"ثوار الفضائيات" وكتب
المتظاهرون في وسط الميدان لافتة كبيرة حددت شكل الميدان الجديد وقواعده
الجديدة في "ثورة 22 فبراير"، وتتمثل تلك القواعد في عدم وجود منصات لأي
تيار سياسي، وأن الميدان للمصريين فقط، ووجود ميكروفون واحد فقط للتحدث الى
هذه الجموع الغفيرة التي ما زالت تتدفق الى الميدان.
وكانت هناك لافتة أخرى عبر فيها المتظاهرون عن رفضهم الشديد لأي إجراء
يتخذه المجلس العسكري تحت عنوان (التحرير برلمان المصريين)، وذلك في إشارة
إلى بطلان كافة الإجراءات التي يتخذها المجلس العسكري بعيدة عن قرارات
الميدان وأولها إسقاط المشير الذي وضعوا له مجسما وعلقوه على مشنقة في أحد
أعمدة الإنارة بالميدان.
في مليونية اليوم اتحدت المطالب لأول مرة منذ تنحي الرئيس السابق حسني
مبارك على هدف واحد وهو إسقاط المجلس العسكري، فيما تصاعدت رائحة الدخان من
بداية شارع محمد محمود مرورا بشارع التحرير وباب اللوق حيث تدار حرب شوارع
بين المتظاهرين والشرطة تحت دعوى حماية وزارة الداخلية.
وقال المتظاهرين إن الإعلام الرسمي يحاول أن يظهرهم بصورة من يسعى لمهاجمة
وزارة الداخلية لذلك تطلق القنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي في
الأرجل والأنف والأعين ويحدث هذا الرصاص إصابات بالغة في هذه المناطق.
ويؤكد المتظاهرون أنهم لو أرادوا مهاجمة الوزارة لذهبوا من ناحية شارع
القصرالعيني حيث يقع الباب الرئيسي، مضيفين: "الشرطة هي التي تهاجمنا، فما
أن نبرح شارع محمد محمود حتى تبدأ الشرطة في مهاجمة ميدان التحرير لتفريق
الاعتصام، ونحن ندافع عن أنفسنا".