أزمة دينا عبد الرحمن تكشف استمرار اللعب بالإعلام المصري بعد الثورة.. الفلول يهاجمونها بالفضائيات ورجال أعمال يوجِّهون نفاقهم إلى المجلس الحاكم

أزمة دينا عبد الرحمن تكشف استمرار اللعب بالإعلام المصري بعد الثورة.. الفلول يهاجمونها بالفضائيات ورجال أعمال يوجِّهون نفاقهم إلى المجلس الحاكم



كتب: المحرر السياسي
الثلاثاء, 26 يوليو 2011

أظهرت أزمة المذيعة دينا عبد الرحمن مع قناة دريم كثيرًا من أمراض
الساحة السياسية والإعلامية في مصر، من بينها استثمار الأزمات للصالح
الشخصي وولاء طبقة كاملة من رجال الأعمال وأصحاب المصالح لأي سلطة حاكمة،
حتى لو لم تطلب منهم الدفاع عنها. وكانت قناة دريم الفضائية أخبرت المذيعة
دينا عبد الرحمن بعد انتهاء حلقة الأحد من برنامجها صباح دريم أن البرنامج
سيظهر الإثنين بطاقم آخر، ومذيعة أخرى، أي أنه تم الاستغناء عنها.

وأرجع القائمون على المحطة الفضائية قرار استبعاد المذيعة إلى تبنيها
رأيًا يخالف توجُّهات المجلس العسكري، ويناصر حركة 6 أبريل التي اتهمها
المجلس بالسعي للوقيعة بين الجيش والشعب.
وكان اللواء عبد المنعم كاطو،
وهو لواء بالمعاش اتهم المذيعة بأنها تقرأ مقالاً لكاتبة وصفها بالمخرِّبة،
وهي نجلاء بدير، لأن الأخيرة انتقدت تخوين السلطة لحركة 6 أبريل، وخلال
حديثه قال إن اثنين من مرشحي الرئاسة عملاء لأميركا، عندما واجهته المذيعة
عن أدلة اتهامه قال إنه لا يملك معلومات ولكن بالتخمين، وطالب منها كاطو أن
تقرأ لكتّاب محترمين، فقالت له دينا إن عليه أن يرسل لها قائمة بالشخصيات
المحترمة كي تختار منها.
وبعد قرار الإطاحة بدينا عبد الرحمن اشتعلت
الشبكات الاجتماعية بآراء مساندة لها ومطالبة بمقاطعة دريم، كما تبنت
منظمات حقوقية قضيتها واعتبرتها دليلاً على استمرار قمع الإعلام حتى بعد
قيام الثورة، فأصدرت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان بيانًا قالت
فيه: "فصل الإعلامية دينا عبد الرحمن من عملها في قناة دريم لمجرد أنها
تمارس عملها بحيادية ومهنية دون انحياز لطرف دون الآخر يعد تراجعًا غير
مسبوق على مستوى الحريات الإعلامية بعد ثورة 25 يناير وهو ما يشكل تهديدًا
خطيرًا على حرية الرأي والتعبير وردَّة واضحة على مبادئ وأهداف الثورة".

مكالمة اللواء كاطو مع المذيعة اللامعة دينا عبد الرحمن في صباح دريم

https://www.youtube.com/v/QIkFnn2Mdws&fs=1

وقال متابعون إن الإطاحة بدينا تعبر عن استمرار النهج القديم في
تبعية الإعلام للسلطة، فوفق نمط الملكية لا تزال كتيبة الإعلام الحكومي
تتبع السلطة وتتحيز في تغطيتها للسلطات الحاكمة، وعادت وزارة الإعلام مرة
أخرى وتولى كرسيها محرر عسكري سابق وصحفي كان يهاجم ثورة يناير وقت
اندلاعها، فيما استمر هاجس رجال الأعمال المالكين للمحطات الفضائية من
السلطة خوفًا على مصالحهم واستبدل بتأييد الرئيس السابق تأيد السلطات
الحاكمة الآن متمثلة في المجلس.
كما عادت محطات الفلول الإعلامية أو
رجال الأعمال التابعين للنظام السابق لتعبر عن كتلة مصالحها، وهي الآن ضد
الثوار الجدد، وفي التغطية الأخيرة لأحداث العباسية تبنّت لميس الحديدي
مثلاً وجهة نظر مهاجمة لمظاهرات العباسية، وهي المذيعة ذاتها المؤيدة
لمبارك وعضو حملة الترويج له كرئيس للجمهورية قبيل انتخابات 2005، وتضم
قناة سي بي سي التي تعمل فيها لميس كتيبة من الإعلاميين بعضهم كان مؤيدًا
بشدة للنظام السابق مثل خيري رمضان ولميس ورئيس القناة محمد هاني، بينما
يظل تمويلها غامضًا خاصة بعد إعلان مالكها المعلن محمد الأمين أنها لا تهدف
للربح.
وبحسب متابعين فإن أزمة دينا أظهرت استغلالاً سياسيًّا من قبل
البعض فأعلن المذيع أحمد المسلماني أنه انتهى من حل الأزمة وأعاد دينا إلى
عملها بعد اجتماع طويل ضم الأخير ورجب ودينا.
وقال المسلماني في برنامجه
"الطبعة الأولى" إن أزمة الإعلامية دينا عبد الرحمن مع القناة قد تم
احتواؤها، وأنها ستحصل على إجازة الإثنين فقط لتعود يوم الثلاثاء المقبل،
لتواصل تقديمها للبرنامج مرة أخرى. ثم أعلنت دينا عبد الرحمن على موقع
تويتر أن المفاوضات لا أساس لها، ولم ترجع إلى العمل في القناة، واعتبر
محللون وضع المسلماني نفسه داخل الأزمة لكسب قدر كبير من الأضواء في إطار
حملة غير معلنة لتقديمه كمرشح محتمل للرئاسة.
وكانت الصحفية نجلاء بدير
كتبت مقالاً بعنوان "أنا فعلاً آسفة"، انتقدت فيه مكالمة اللواء حسن
الرويني قائد المنطقة المركزية واعتبرت أنه لا يقبل آراء مخالفة، لكن
اللواء كاطو هاجم بدير في مكالمة لصباح دريم واعتبرها مخربة.

طرد لميس الحديدي من التحرير

https://www.youtube.com/v/fG33RxiAi4c&fs=1


وعلى هامش الأزمة طالبت أصوات باعتبار دينا متحدثة رسمية باسم
التحرير، وهو ما اعتبره البعض مراقبة سياسية، بينما أعلنت المذيعة أن قرار
عدم استمرارها في دريم محسوم.
وتلقت دينا عبد الرحمن عروضًا من محطات
عديدة بعد ساعات من أزمتها مع دريم، منها التحرير وأون تي في ومحطة عربية
أخرى، لكنها فضلت الانتظار للتفكير وتحديد وجهتها بدقة.



المصـــدر