LITA Admin
عدد المساهمات : 1810 النقاط : 8 تاريخ التسجيل : 03/05/2010 العمر : 34 الموقع : www.2mar.mam9.com
العمل/الترفيه : الرسم , الفوتوشوب المزاج : جيد
| موضوع: ويل للإسلام من بعض أبنائه .. مقال بقلم د/ يحيى الجمل الإثنين أكتوبر 03, 2011 7:58 pm | |
| ويل للإسلام من بعض أبنائه .. مقال بقلم د/ يحيى الجمل بقلم د. يحيى الجمل ٣/ ١٠/ ٢٠١١ فى ضاحية من ضواحى القاهرة توجد مصحة لمرضى الجذام أظن أنها الوحيدة فى مصر التى ترعى أصحاب هذا المرض الخطير الفتاك. ويشرف على هذه المصحة عدد من الراهبات. وأذكر أن سيدة ألمانية فاضلة كانت زوجة لزميلنا المرحوم الأستاذ الدكتور عبدالودود يحيى، أستاذ القانون المدنى بكلية الحقوق بجامعة القاهرة، كانت من المشرفين على هذه المصحة وكانت تجمع من زملائنا فى الكلية وفى غيرها ثمن الأضاحى وتقوم بتقديمها لهذه المصحة لكى تقوم بالتزاماتها نحو هؤلاء المرضى. ومجموعة الراهبات اللاتى يشرفن على هذه المصحة يقمن من غير شك بعمل إنسانى جليل يستحق التقدير من كل صاحب عقل أو دين أو ضمير ولا يمكن أن يفكر إنسان عاقل فى أن ينال هؤلاء الراهبات الصالحات بأدنى أذى. وقد سمعت - وتملكنى العجب كل العجب - أن بعض من يتصورون أنهم من المسلمين قاموا بالعدوان على مبنى للحضانة هو جزء من المصحة واعتدوا على راهبة من هؤلاء الراهبات - لأنها راهبة - وأن محضراً بالواقعة تم تحريره فى نقطة الشرطة المختصة. فزعت عندما سمعت هذا النبأ، الذى أسأل الله ألا يكون صحيحاً. الدين الحنيف يقول كتابه الكريم «ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهباناً وأنهم لا يستكبرون». هذه آية من آيات القرآن الكريم التى يفترض أن كل من يدعى الإسلام يؤمن بها ويعمل بمقتضاها الذى يحتم علينا جميعاً أن نحب وأن نحترم هؤلاء القسيسين والرهبان وأن نقدر ما يقومون به من عمل صالح فى سبيل بنى الإنسان عامة، فما بالك إذا كان ما يقومون به من عمل إنسانى جليل، إنما ينصرف إلى مجموعة من المصريين المرضى بمرض خطير يفر الإنسان من مرضاه فرار الإنسان من أسد كاسر، فى حين أن هؤلاء الراهبات يرعينهم ويحنين عليهم ويقدمن لهم العلاج. هؤلاء يتصور إنسان ذو قلب سليم أن يعتدى عليهن؟ ويل للإسلام العظيم السمح الحنيف من هذه القلة البائسة ذات القلوب والعقول المظلمة والعياذ بالله. وقد دفعنى هذا الحادث الشائن إلى أن أتذكر قصيدة الشاعر محمد الهوارى التى ألقاها يوم ٢٣ أبريل سنة ١٩١٩ - إبان اندلاع ثورة ١٩١٩، أى منذ أكثر من تسعين عاماً، أى قرابة قرن من الزمان تبدل فيه حال الإنسانية وتطور - قال الهوارى بمناسبة «عيد الفصح» عام ١٩١٩ قصيدة رائعة ألقاها على عدد من المسيحيين والمسلمين تجمعوا فى الكنيسة الكبرى، تلك القصيدة التى قال فيها: حى الكنائس من مساجد أحمد وانشر أحاديث الإخاء وردد وعن العمائم أد خير تحية لذوى القلانس والرداء الأسود لا فرق بين كنائس ومساجد فكلاهما لله بيت تعبد هذا الكلام الرائع الذى يتفق وروح الإسلام الحنيف يقوله الشاعر الهوارى منذ قرن من الزمان، على حين أنه للأسف الشديد يقدم بعضنا أواخر عام ٢٠١١ على ارتكاب هذه الفعلة الشنعاء. هل يعنى هذا أننا ننحدر إلى وهاد من التخلف لا يعلم مداها إلا الله. وأن هذا التخلف سيجعلنا وراء أمم الأرض كلها سواء كانت أمماً لها دين أو حتى بغير دين. هل يتصور أحد فى «الصين» أو عند البوذيين فى الهند أو فى أى مكان فى الأرض لا يعرف أهله الدين أن يعتدى على من يرعى المرضى ويخدمهم ويحدب عليهم ويعرض نفسه لمخاطر جسيمة ولا يفر فراراً من هؤلاء المرضى الموبوئين كما يفر الإنسان من الأسد الكاسر؟، هل يعقل أن يعتدى صاحب قلب أو عقل أو دين على هؤلاء! وبدلاً من أن نقول كما قال الشاعر محمد الهوارى فى الكنيسة البطريركية يوم عيد الفصح ٢٤ أبريل عام ١٩٧٩: صلى أبوحفص بباب كنيسة وكأنه صلى ببطن المسجد عشنا على حلو الزمان ومره نسقى سلاف الود غير مصرد قل للذى يسعى يفرق شملنا فى وجه سعيك كل باب موصد بدلاً من أن ننشد هذا الإنشاد الرائع مع الهوارى - عام ١٩١٩ فى الكنيسة - نقول الآن وبعد قرابة قرن من الزمان عام ٢٠١١ مع د. نادية رضوان، أستاذة الحضارة فى جامعة قناة السويس: هيه موجة بيركبوها.. واللا ثورة بيسرقوها واللا إيه بس العبارة هيه مصر بقت وسية.. واللا عزبة وأبعدية واللا هية بقت تجارة أى سلعة يروجوها.. أو بضاعة يسوقوها ليها جمعة ومليونية هوه إيه دخل الديانة.. بالسياسة والزعامة واللا هوه الدين مطية للى طال به الشوق يا سادة.. للرياسة والسيادة والوجاهة الدنيوية وبصكوك غفران يشيلك.. ينجدك من سوء مصيرك فى الحياة الأخرانية ف النعيم لو قلت آه.. ف الجحيم لو قلت لا حاجة آخر مفهومية وهذا ما حدث لنا فى القرن الأخير الذى تقدمت فيه شعوب الأرض قاطبة، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
| |
|