المعتمرون العالقون في جدة: الأمن يحاصرنا ونتعرض للتجويع والموظفون يسبون الثورة 31/08/2011
استمرت لليوم الثاني على التوالي معاناة المعتمرين المصريين
العالقين في مطار جدة السعودي, بعد تأخير الآلاف منهم في صالة الحجاج
التابعة للمطار, في حين احتجز مئات آخرون في الصالة الجنوبية لمطار الملك
عبد العزيز آل سعود.
واتهم عدد من المعتمرين المصريين
العالقين في المطار، الموظفين بشركة الطيران والمطار بحرمانهم من الطعام
لمدد تراوحت بين 21 و72 ساعة، كما منعت سلطات المطار، حسب المعتمرين، دخول
الأدوية، أو استخدام دورات المياه، كما اتهم المعتمرون الموظفين السعوديين
بـ«إهانة الثورة والتأكيد على أن مصر لن تستطيع محاكمة مبارك»،
وقالوا:«هددونا أيضا بتقديم أسمائنا للاستخبارات السعودية، وقال بعضهم (خلي
الثورة تنفعكم)». وحسب الشهادات، حاصرت قوات من الشرطة السعودية المعتمرين
المصريين، مسلحة بالعصي الكهربية.
وقال خالد الشربينى
العائد ظهر الأربعاء بعد احتجازه مع ما يقرب من 1500 معتمر آخرين في صالة
الحجاج بجدة، إن رحلته رقم 2264 التابعة للخطوط الجوية السعودية، وإنه ظل
عالقا بمطار جدة 22 ساعة كاملة قبل أن يتمكن من اللحاق برحلة عائدة إلى
القاهرة ظهر اليوم التالي، «بينما بقى عدد كبير من المعتمرين عالقين وسط
سخرية واستفزازات وسباب وإهانات مستمرة».
وأضاف خالد:« كانوا يقولون إن ما نتعرض له سببه إصرار المصريين على محاكمة مبارك»، وأضاف: «بعضهم قال لنا (خلوا الثورة تنفعكم)».
وتابع
المعتمر العائد: «الاستفزازات لم تقتصر على التهديدات اللفظية بعدم مغادرة
المطار، لكنها وصلت إلى حشر أعداد كبيرة من المعتمرين تخطت 1500 معتمر
مصري في صالة ضيقة مزودة بدورة مياه واحدة يتشارك فيها الرجال والنساء».
وشكا
خالد من «الاستفزازات التي يتعرض لها المعتمرون بصالة الحجاج فى مطار جدة
حيث قامت شركة الطيران السعودية بتسيير كل الرحلات التي تحمل على متنها
ركابا غير مصريين مع تأخير طفيف، في الوقت الذي تم فيه احتجاز المصريين في
ظروف غير آدمية داخل الصالة، وسط إهانات وتهديدات من موظفى المطار ومسؤولى
الأمن فيه الذين سخروا من المعتمرين المصريين».
وأضاف خالد: « كانوا يقولون إن ما نتعرض لها سببه إصرار المصريين على محاكمة مبارك»، وأضاف:«بعضهم قال لنا (خلوا الثورة تنفعكم)».
وتابع
الشربيني: «كما خالفت شركة الطيران السعودية قانون الطيران الدولي الذي
يلزمها بتقديم الوجبات للركاب حال تأخير الرحلة لثلاث ساعات أو يزيد،
ومنحهم غرف فندقية مدفوعة إذا ما زاد التأخير على 7 ساعات. ولم تقم بتقديم
أي وجبات للمحتجزين بصالة الحجاج إلا بعد مرور21 ساعة بينما بقى البعض في
الصالة نفسها دون طعام لمدة 72 ساعة».
وأكد خالد الشربينى
أن المعتمرين المحتجزين بصالة الحجاج وبصالة الملك عبد العزيز «لا يملكون
وسيلة للحصول على الطعام أو الخروج من هذه الظروف غير الآدمية باعتبارهم
مغادرين لأراضى المملكة مما يحتم بقاءهم في المطار حتى العودة».
واعتصم
الشربيني مع عدد من المعتمرين الذين عادوا على متن الطائرة السعودية
أخيراً ظهر الأربعاء إلى مطار القاهرة، وأصروا على عدم مغادرتها لحين تحرير
محضر ضد شركة الطيران السعودية والقنصلية والسفارة المصريتين فى السعودية.
وأكد الشربينى أن القنصلية والسفارة «رفضتا الرد على اتصالات المصريين
المحتجزين طوال اليومين الماضيين»، متهما القنصل المصري في جدة بـ«عدم فعل
أي شيء لإنقاذ المعتمرين من الإهانة وتعويضهم عما لحق بهم من أضرار».
وقالت
إحدى المعتمرات، فضلت عدم نشر سمها، إن قوات أمن سعودية دخلت المطار،
مسلحة بعصي مكهربة، وأضافت: «المعتمرين المحتجزين في الصالة الجنوبية
ممنوعين من دخول دورات المياه، كما تم منع الأدوية والطعام عنهم، وهددونا
بتقديم كشف بأسمائنا للاستخبارات السعودية، فضلا عن استمرار تعرضنا
للإهانات والسخرية من الثورة المصرية».
وتابعت: «قال لنا موظفو الجمارك (خدتوا مبارك لحم ورميتوه عضم) وأكدوا (مش هاتعرفوا تحاكموه)»
وقال
أحد المعتمرين في اتصال هاتفي مع «المصري اليوم» إن الرحلة رقم 309 لشركة
الطيران السعودية التي كان مقرراً لها أن تغادر من جدة إلى القاهرة في
الساعة 11.10 من مساء الثلاثاء، «مازال ركابها عالقين بصالة الملك عبد
العزيز بمطار جدة، رغم وعود مسؤولي المطار وشركة الطيران السعودية بتمكينهم
من المغادرة على متن الرحلة التالية التي كان من المفترض أن تغادر في
الثانية عشرة والنصف من فجر الأربعاء». وأضاف المعتمر «الركاب تم تضليلهم
بعدة وعود للعودة على الرحلات المقلعة فى الساعة الثانية والنصف فجر
الأربعاء ثم الرابعة والنصف فالتاسعة صباحا ورحلات أخرى تالية عائدة
للقاهرة، إلا أنهم مازالوا محتجزين بصالة المغادرة».